كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


غطر‏:‏ الغَطْرُ لغة في الخَطْرِ؛ مَرَّ يَغْطِرُ بذَنَبِه أَي يَخْطِرُ‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الغِطْيَرُّ المتظاهر اللحم، المربوع؛ وأَنشد‏:‏

لمَّا رَأَتْه مُودَناً غِطْيَرّا

قال‏:‏ وناظرت أَبا حمزة في هذا الحرف فقال‏:‏ إن الغِطْيَرّ القصير، بالغين والطاء‏.‏

غفر‏:‏ الغَفُورُ الغَفّارُ، جلّ ثناؤه، وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم‏.‏ يقال‏:‏ اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً، وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة‏.‏

وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر‏.‏ غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها؛ والغَفْر‏:‏ الغُفْرانُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان إذا خرج من الخَلاء قال‏:‏ غُفْرانَك الغُفْرانُ‏:‏ مصدرٌ، وهو منصوب بإضمار أَطلُبُ، وفي تخصيصه بذلك قولان أَحدهما التوبة من تقصيره في شكر النعم التي أَنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، فلجأَ إِلى الاستغفار من التقصير وتَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء،فإِنه كان لا يترك ذكر اللّه بلسانه وقلبه إِلا عند قضاء الحاجة، فكأَنه رأَى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار‏.‏

وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً‏:‏ ستره‏.‏ وكل شيء سترته، فقد غَفَرْته؛ ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأْس‏:‏ مِغْفَرٌ‏.‏ وتقول العرب‏:‏ اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ له وأَغطى له‏.‏

ومنه‏:‏ غَفَرَ اللّه ذنوبه أَي سترها‏.‏ وغَفَرْتُ المتاع‏:‏ جعلته في الوعاء‏.‏

ابن سيده‏:‏ غَفَرَ المتاعَ في الوعاء يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه

أَدخله وستره وأَوعاه؛ وكذلك غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه؛ قال‏:‏

حتى اكْتَسَيْتُ من المَشِيب عِمامةً

غَفراءَ، أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ

ويروى‏:‏ أَغْفِرُ لونها‏.‏ وكلُّ ثوب يغطَّى به شيء، فهو غِفارة؛ ومنه

غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بها الرحالُ، وجمعها غِفارات وغَفائِر‏.‏ وفي حديث

عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قال‏:‏ هو أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لها‏.‏

والغَفْرُ والمَغْفِرةُ‏:‏ التغطية على ابذنوب والعفوُ عنها، وقد غَفَرَ

ذنبه يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة؛ عن اللحياني، وغُفْراناً

ومَغْفِرة وغُفوراً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وغَفيراً وغَفيرةً‏.‏ ومنه قول بعض

العرب‏:‏ اسلُك الغفيرة، والناقةَ الغَزيرة، والعزَّ في العَشيرة، فإِنها عليك

يَسيرة‏.‏ واغْتَفَر ذنبَه مثله، فهو غَفُور، والجمع غُفُرٌ؛ فأَما قوله‏:‏

غَفَرْنا وكانت من سَجِيّتِنا الغَفْرُ

فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه في معنى المَغْفِرة‏.‏ واسْتَغْفَرَ الله من ذنبه ولذنبه بمعنى، فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ غِفارُ غَفَرَ اللَّه لها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يحتمل أَن يكون

دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالى قد غَفَرَ لها‏.‏ وفي حديث عَمْرو بن دينار‏:‏ قلت لعروة‏:‏ كم لَبِثَ رسولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم بمكة‏؟‏ قال‏:‏ عَشْراً، قلت‏:‏ فابنُ عباس يقول بِضْعَ عَشْرة‏؟‏ قال‏:‏

فغَفَره أَي قال غَفَر اللَّه له‏.‏ واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه، على حذف

الحرف‏:‏ طلب منه غَفْرَه؛ أَنشد سيبويه‏:‏

أَسْتَغْفَرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِيَه، ربّ العباد إليه القولُ والعملُ

وتَغافَرَا‏:‏ دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة؛ وامرأَة غَفُور، بغير هاء‏.‏ أَبو حاتم في قوله تعالى‏:‏ لِيَغعُثرَ ليَغْفِرَ اللهُ لك ما

تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تأَخَّر؛ المعنى لَيَغْفِرَنَّ لك اللهُ، فلما حذف

النون كسر اللام وأَعْملها إِعمال لامِ كي، قال‏:‏ وليس المعنى فتحنا لك

لكي يغفر اللهُ لك، وأَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة، وأَنكر أَحمد بن يحيى هذا

القول وقال‏:‏ هي لام كي، قال‏:‏ ومعناه لكي يجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ

النعمة في الفتح، فلما انضم إِلى المغفرة شيء حادث حَسُنَ فيه معنى كي؛ وكذلك قوله عز وجل‏:‏ لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ ما كانوا يَعْمَلون‏.‏

والغُفْرةُ‏:‏ ما يغطَّى به الشيء‏.‏ وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه‏:‏

أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به‏.‏ يقال‏:‏ اغْفِروا هذا الأَمرَ

بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بما ينبغي أَن يُصْلَح‏.‏ وما عندهم عَذيرةٌ ولا

غَفِيرة أَي لا يَعْذِرون ولا يَغفِرون ذنباً لأَحد؛ قال صخر الغَيّ، وكان خرج هو وجماعة مت أَصحابهإلى بعض متوجّهاتهم فصادفوا في طريقهم بني

المصطلق، فهرب أَصحابه فصاح بهم وهو يقول‏:‏

يا قوم لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ، فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ

يقول‏:‏ لا يغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به، فامشوا كما تمشي جمالُ

الحيرة أَي تَثاقَلوا في سيركم ولا تُخِفّوه، وخصّ جمالَ الحيرة لأَنها كانت

تحمل الأَثقال، أَي مانِعوا عن أَنفسكم ولا تَهْرُبوا‏.‏

والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ‏:‏ زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر

الرأْس يلبس تحت القلنسوة، وقيل‏:‏ هورَفْرَفُ البيضة، وقيل‏:‏ هو حَلقٌ

يَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرجل

أَسفلَ البيضة تُسْبَغ على العنُق فتَقِيه، قال‏:‏ وربما كان المِغْفَرُ مثلَ

القلنسوة غير أَنها أَوسع يُلْقِيها الرجل على رأْسه فتبلغ الدرع، ثم يَلْبَس البيضة فوقها، فذلك المِغْفرُ يُرفّلُ على العاتقين، وربما جُعل

المِغْفَرُ من ديباج وخَزٍّ أَسفلَ البيضة‏.‏ وفي حديث الحديبية‏:‏ والمغيرة

ابن شعبة عليه المِغْفَرُ؛ هو ما يلبَسُه الدارع على رأْسه من الزرد

ونحوه‏.‏ الغِفارةُ، بالكسر‏:‏ خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قَبَلَ منه

وما دَبَرَ غير وَسْطِ رأْسها، وقيل‏:‏ الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة

تُوَقِّي بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن، والغِفارةُ الرقعة التي تكون

على حزّ القوس الذي يجري عليه الوتر، وقيل‏:‏ الغِفارةُ جلدة تكون على رأْس

القوس يجري عليها الوتر، والغِفارةُ السحابة فوق السحابة، وفي التهذيب‏:‏

سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة، والغِفارةُ رأْسُ الجبل‏.‏ والغَفْرُ

البَطْنُ؛ قال‏:‏

هو القارِبُ التالي له كلُّ قاربٍ، وذو الصَّدَرِ النامي، إذا بَلَغَ الغَفْرا

والغَفْرُ‏:‏ زِئْبِرُ الثوب وما شاكله، واحدته غَفْرة‏.‏ وغَفِر الثوبُ، بالكسر، يَغْفَرُ غَفَراً‏:‏ ثارَ زِئْبِرُه؛ واغْفارَّ اغْفِيراراً‏.‏

والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ‏:‏ شَعرُ العنُقِ واللحيين والجبهة والقفا‏.‏ وغَفَرُ

الجسدِ وغُفارُه‏:‏ شعرُه، وقيل‏:‏ هو الشعر الصغير القصير الذي هو مثل

الزَّغَب، وقيل‏:‏ الغَفْرُ شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك، وكذلك الغَفَرُ، بالتحريك؛ قال الراجز‏:‏

قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ

لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ

والغُفارُ، بالضم‏:‏ لغة في الغَفْر، وهو الزغب؛ قال الراجز‏:‏

تُبْدِي نَقيًّا زانَها خِمارُها، وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها

القُسْطة‏:‏ عَظْمُ الساق‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ولست أَرويه عن أَحد‏.‏ والغَفيرةُ‏:‏

الشعر الذي يكون على الأُذُن‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ يقال رجل غَفِرُ القفا، في قفاه غَفَرٌ‏.‏ وامرأَة غَفِرةُ الوجهِ إِذا كان في وجهها غَفَرٌ‏.‏

وغَفَرُ الدابة‏:‏ نباتُ الشعر في موضع العرف‏.‏ والغَفَرُ أَيضاً‏:‏ هُدْبُ الثوب

وهدبُ الخمائص وهي القُطُ دِقاقُها ولِينُها وليس هو أَطرافَ الأَرْدِيةِ

ولا الملاحفِ‏.‏ وغَفَرُ الكلإِ‏:‏ صِغارُه؛ وأَغْفَرت الأَرضُ‏:‏ نبَتَ فيها

شيء منه‏.‏ والغَفَرُ‏:‏ نوع من التَّفِرة رِبْعِيٌّ ينبت في السَّهْل والآكام

كأَنه عصافيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كان أَخضر، فإِذا يبس فكأَنه حُمْرٌ

غير قيام‏.‏

وجاء القوم جَمًّا غَفيراً وجَمَّاءَ غَفيراً، ممدود، وجَمَّ الغَفِيرِ

وجمّاء الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي جاؤوا بجماعتهم الشريفُ والوضيع

ولم يتخلّفْ أَحد وكانت فيهم كثرة؛ ولم يَحْكِ سيبويه إِلا الجَمَّاءَ

الغَفيرَ، وقال‏:‏ هو من الأَحوال التي دخلها الأَلف واللام، وهو نادر، وقال‏:‏ الغَفير وصفٌ لازم للجَمّاء يعني أَنك لا تقول الجَمّاء وتسكت‏.‏ ويقال

أَيضاً‏:‏ جاؤوا جَمّاءَ الغَفيرة وجاؤوا بجَمَّاءِ الغَفير والغَفيرة، لغات

كلها‏.‏ والجَمّاء الغَفير‏:‏ اسم وليس بفعل إِلاَّ أَنه ينصب كما تنصب

المصادر التي هي في معناه، كقولك‏:‏ جاؤوني جميعاً وقاطبةً وطُرًّا وكافَّةً، وأَدخلوا فيه الأَلف واللام كما أَدخلوهما في قولهم‏:‏ أَوْرَدَها العِراكَ

أَي أَوردها عِراكاً‏.‏

وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ إِذا رأَى أَحدُكم لأَخِيه غَفِيرةً في أَهلٍ

أَو مالٍ فلا يكونَنَّ له فِتْنة؛ الغَفِيرةُ‏:‏ الكثرةُ والزيادةُ،من قولهم للجمع الكثير الجَمّ الغَفِير‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏ قلت يا رسول الله، كم

الرسلف قال‏:‏ ثَلثمائةٍ وخمسة عَشر جَمِّ الغَفِير أَي جماعة كثيرة، وقد

ذكر في جمم مبسوطاً مستقصى‏.‏ وغَفَرَ المريضُ والجريحُ يَغْفِرُ غَفْراً

وغُفِرَ على صيغة ما لم يسمَّ فاعله، كلُّ ذلك‏:‏ نُكِسَ؛ وكذلك العاشِقُ

إِذا عادَه عيدُه بعد السَّلْوة؛ قال‏.‏

خَلِيليّ إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى، كما يَغْفِرُ المَحْمُومُ، أَو صاحِبُ الكَلم وهذا البيت أَورده الجوهري‏:‏ لَعَمْرُكَ إِن الدار؛ قال ابن بري‏:‏ البيت

للمرّار الفقعسي، قال وصواب إِنشاده‏:‏ خليلي إِن الدار بدلالة قوله بعده‏:‏

قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنةً، وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا على رَسْمِ

وغَفَرَ الجرحُ يَغْفِرُ غَفْراً‏:‏ نُكِسَ وانتقض، وغَفِرَ، بالكسر، لغة

فيه‏.‏ ويقال للرجل إِذا قام من مرضه ثم نُكِسَ‏:‏ غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْراً‏.‏

وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْْراً‏:‏ رَخّصها‏.‏

والغُفْرُ والغَفْرُ، الأَخيرة قليلة‏:‏ ولدُ الأُرْوِيّة، والجمع أَغْفارٌ وغِفَرةٌ وغُفورٌ؛ عن كراع، والأُنثى غُفْرة وأُمُّهُ مُغْفِرةٌ

والجمع مُغْفِرات؛ قال بشر‏:‏

وصَعْب يَزِلّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِه، بحافاته بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ

وقيل‏:‏ الغُفْر اسم للواحد منها والجمع؛ وحكي‏:‏ هذا غُفْرٌ كثير وهي

أَرْوَى مُغْفِرٌ لها غُفْرٌ؛ قال ابن سيده‏:‏ هكذا حكاه أَبو عبيد والصواب‏:‏

أُرْوِيّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَى جمع أَو اسمُ جمع‏.‏ والغِفْرُ، بالكسر‏:‏

ولدُ البقرة؛ عن الهَجَريّ‏.‏

وغِفارٌ‏:‏ مِيسمٌ يكون على الخد‏.‏

والمَغافرُ والمَغافِيرُ‏:‏ صمغ شبيه بالناطِفِ ينضحه العُرْفط فيوضع في ثوب ثم يُنْضَح بالماء فيُشْرب، واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر

ومُغْفور ومِغْفار ومِغْفِير‏.‏ والمَغْفوراءُ‏:‏ الأَرضَ ذات المَغافِير؛ وحكى أَبو

حنيفة ذلك في الرباعي؛ وأَغْفَر العُرْفُط والرِّمْثُ‏:‏ ظهر فيهما ذلك، وأَخرج مَغافِيرَه وخرج الناس يَتَغَفَّرُون ويَتَمَغْفَرُون أَي يجتَنُون

المَغافيرَ من شجره؛ ومن قال مُغْفور قال‏:‏ خرجنا نتَمَغْفَر؛ ومن قال

مُغْفُر قال‏:‏ خرجنا نتَغَفَّر، وقد يكون المُغْفورُ أَيضاً العُشَر

والسَّلَم والثُّمام والطلح وغير ذلك‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال لصمغ الرِّمْث والعرفط

مَغافِير ومَغاثِيرُ، الواحد مُغْثور ومُغْفور ومِغْفَر ومِغْثَر، بكسر

الميم‏.‏ روي عن عائشة، رضي الله عنها، أَن النبي صلى الله عليه وسلم شَرِبَ عند

حَفْصة عسلاً فتواصَيْنا أَن نقول له‏:‏ أَكَلْتَ مغافِيرَ، وفي رواية‏:‏

فقالت له سَوْدة أَكلتَ مغافِيرَ؛ ويقال له أَيضاً مَغاثِير، بالثاء

المثلثة، وله ريح كريهة منكرة؛ أَرادت صَمْغَ العرفط‏.‏ والمَغافِير‏:‏ صمغٌ يسيل

من شجر العرفط غير أَن رائحته ليست بطيبة‏.‏ قال الليث‏:‏ المِغْفارُ ذَوْبةٌ

تخرج من العرفط حلوة تُنْضح بالماء فتشرب‏.‏ قال‏:‏ وصَمْغُ الإِجّاصةِ

مِغفارٌ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المَغافيرُ الصمغ يكون في الرمث وهو حلو يؤكلُ، واحدُها

مُغْفور، وقد أَغْفَر الرِّمْثُ‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الرمث من بين الحمض له

مَغافيرُ، والمَغافيرُ‏:‏ شيء يسيل من طرف عِيدانها مثل الدِّبْس في لونه، تراه حُلواً يأْكله الإِنسان حتى يَكْدَن عليه شِدْقاه، وهو يُكْلِع شَفته

وفَمه مثل الدِّبْق والرُّبّ يعلق به، وإِنما يُغْفِر الرمثُ في الصفَريَّة إِذا أَوْرَسَ؛ يقال‏:‏ ما أَحسن مَغافيرَ هذا الرمث‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ كلُّ

الحمض يُورِس عند البرد وهو بروحه وارباده يخرج‏.‏ مغافيره تجدُ ريحَه من بعيد‏.‏ والمَغافيرُ‏:‏ عسل

حلو مثل الرُّبّ إِلا أَنه أَبيض‏.‏ ومَثَلُ العربِ‏:‏ هذا الجَنى لا أن يُكَدَّ المُغْفُر؛ يقال ذلك للرجل يصيب الخير الكثير، والمُغْفُرُ هو العود من شجر الصمغ يمسح به ما ابيضّ فيتخذ منه شيء طيب؛ وقال بعضهم‏:‏ ما

استدار من الصمغ يقال له المُغْفُر، وما استدار مثل الإِصبع يقال له

الصُّعْرور، وما سال منه في الأَرض يقال له الذَّوْبُ، وقالت الغنوية‏:‏ ما سال منه

فبقي شَبيه الخيوط بين الشجر والأَرض يقال له شَآبِيب الصمغ؛ وأَنشدت‏:‏

كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ

شُؤْبوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لم يُقْطَعِ

وفي الحديث‏:‏ أَن قادِماً قَدِم عليه من مكة فقال‏:‏ كيف تركتَ الحَزْوَرة‏؟‏

قال‏:‏ جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها أَي أَن المطر نزل عليها حتى

صار كالغَفَر من النبات‏.‏ والغَفَرُ‏:‏ الزِّئْبِرُ على الثوب، وقيل‏:‏ أَراد

أَن رِمْثَها قد أَغْفَرت أَي أَخرجت مَغافيرَها‏.‏ والمَغافيرُ‏:‏ شيء ينضحه

شجر العرفط حلو كالناطف، قال‏:‏ وهذا أَشْبَه، أَلا تراه وصف شجرها فقال‏:‏

وأَبْرَم سَلمُها وأَغْدَق إِذْخِرُها‏.‏ والغِفْرُ‏:‏ دُوَيْبّة‏.‏ والغَفْرُ‏:‏

منزل من منازل القمر ثلاثةُ أَنْجُم صغار، وهي من الميزان‏.‏

وغُفَير‏:‏ اسم وغُفَيرة‏:‏ اسم امرأَة‏.‏ وبنو غافِرٍ‏:‏ بطن‏.‏ وبنو غِفارٍ، من كنانة‏:‏ رهط أَبي ذر الغِفارِيّ‏.‏

غمر‏:‏ الغَمْرُ‏:‏ الماء الكثير‏.‏ ابن سيده وغيره‏:‏ ماء غَمْر كثيرٌ

مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ، وجمعه غِمار وغُمور‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ الصلوات

الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر؛ الغَمْرُ، بفتح الغين وسكون الميم‏:‏ الكثيرُ، أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر

أَي الغرَق‏.‏ ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير

المعروف سخيّ، وإِن كان رداؤه صغيراً، وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ

وغُمورٍ؛ قال كثيِّر‏:‏

غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً

غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ

وكله على المثل، وبَحْر غَمْر‏.‏ يقال‏:‏ ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر وبحار

غِمارٌ وغُمورٌ‏.‏ وغَمْرُ البحر‏:‏ معظمه، وجمعه غِمارٌ وغُمورٌ؛ وقد

غَمُرَ الماءُ‏.‏ مارةً وغُمورةً، وكذلك الخلُق‏.‏

وغَمَره الماء يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره‏:‏ عَلاه وغَطّاه؛ ومنه قيل

للرجل‏:‏ غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً‏.‏ وجيش يَغْتَمرُ

كلَّ شيء‏:‏ يُغطِّيه ويستغرقه، على المثل‏.‏ والمَغْمورُ من الرجال‏:‏ الذي ليس

بمشهور‏.‏ ونخل مُغْتَمِر‏:‏ يشرب في الغَمْرة؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد قول

لبيد في صفة نخل‏:‏

يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ

فكلُّها كارِعٌ، في الماء، مُغْتَمِرُ

وفي حديث معاوية‏:‏ ولا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلاَّ قَطَعْتُها عَرْضاً؛ الغَمْرة‏:‏ الماء الكثير؛ فضربه مثلا لقوّة رأْيه عند الشدائد، فإِن من خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً ليس كمن ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حتى يخرج

بعيداً من الموضع الذي دخل فيه‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال للشيء إِذا كثر‏:‏ هذا كثير

غَميرٌ‏.‏

والغَمْرُ‏:‏ الفرس الجواد‏.‏ وفرس غَمْرٌ‏:‏ جواد كثير العَدْو واسع الجَرْي؛ قال العجاج‏:‏

غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا

والغَمْرةُ‏:‏ الشدة‏.‏ وغَمْرةُ كل شيء‏:‏ مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ

الهمّ والموت ونحوهما‏.‏ وغَمَراتُ الحَرْب والموت وغِمارُها‏:‏ شدائدها؛ قال‏:‏وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس، إِذا تَأَلَّى على مَكْروهةٍ صَدَقا

وجمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَب؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان‏:‏

ونادى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ، وصُبَّ عليهمُ منه البَوارُ

وضَجُّوا عند جَيْئَتِه وفَرُّوا، ولا يُنْجِي من القدَرِ الحِذارُ

وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم، كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ

وعامَتْ، وهي قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، ولولا اللّه جارَ بها الجَوارُ

إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً، وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ

فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم، ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ

الحِجْر‏:‏ الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده‏:‏ وجمع السلامة أَكثر‏.‏

وشجاع مُغامِرٌ‏:‏ يَغْشَى غَمَراتِ الموت‏.‏ وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة

وسُكْرٍ، كله على المثل‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين؛ قال الفراء أَي في جهلهم‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ وقرئ في غَمَراتِهم أَي في عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وكذلك قوله تعالى‏:‏ بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا؛ يقول‏:‏ بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا‏.‏ وقال القتيبي‏:‏ أَي في غطاء وغفلة‏.‏

والغَمْرةُ‏:‏ حَِيْرةُ الكفّار‏.‏ وقال الليث‏:‏ الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل، ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب‏.‏ ويقال‏:‏ هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهو ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة، وغَمْرةُ الموت‏:‏ شدّة همومِه؛ قال ذو

الرمة‏:‏كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ

أَي سابح في ماء كثير‏.‏ وفي حديث القيامة‏:‏ فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم

أَي المواضع التي تكثر فيها النار‏.‏ وفي حديث أَبي طالب‏:‏ وجَدْتُه في غَمَراتٍ من النار، واحدتها غَمْرةٌ‏.‏ والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ‏:‏ المُلْقي

بنفسه في الغَمَراتِ‏.‏ والغَمْرة‏:‏ الزَّحْمةُ من الناس والماء، والجمع غِمارٌ‏.‏ وفي حديث أُويس‏:‏ أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف‏.‏ وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه‏:‏ أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه، ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها‏.‏ والمُغامِرُ‏:‏ الذي رمى بنفسه

في الأُمور المُهْلكة، وقيل‏:‏ هو من الغِمْر، بالكسر، وهو الحِقْد، أَي

حاقد غيره؛ وفي حديث خيبر‏:‏

شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ

أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ‏.‏ وفي حديث الشهادة‏:‏ ولا ذي غِمْرٍ على أخيه

أَي ضِغْنٍ وحقد‏.‏

وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم‏:‏ جماعتهم ولَفيفُهم

وزحمتهم‏.‏ ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم، يضم ويفتح، وخُمارِهم

وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم‏.‏

واغْتَمَر في الشيء‏:‏ اغْتَمَس‏.‏ والاغْتِمارُ‏:‏ الاغْتِماسُ‏.‏

والانْغِمارُ‏:‏ الانْغِماسُ في الماء‏.‏ وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره‏.‏

والغَمِيرُ‏:‏ شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس، ولا

يعرف الغَميرُ في غير البهمي‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط

من سنبله حين يَيْبَس، وقيل‏:‏ الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة

قليلاً إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً، وقيل‏:‏ الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت

حتى يَغْمُره الأَول، وقيل‏:‏ هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى

اشتقاقه، وليس بقويّ، والجمع أَغْمِراء‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الغَميرة الرَّطْبة

والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها‏.‏ الجوهري‏:‏ الغَميرُ

نبات قد غَمَره اليَبِيس؛ قال زهير يصف وحشاً‏:‏

ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ، قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ

وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ‏:‏ أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ، بفتح الغين

وكسر الميم، هو نبت البقل عن المطر بعد اليُبْس، وقيل‏:‏ هو نبات أَخْضَر

قد غَمَرَ ما قبله من اليَبِيس‏.‏ وفي حديث قُسٍّ‏:‏ وغَميرُ حَوْذانٍ، وقيل‏:‏

هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته‏.‏ وتَغَمَّرت الماشيةُ‏:‏ أَكلت

الغَمير‏.‏ وغَمَرَه‏:‏ علاه بفضله وغطّاه‏.‏ ورجل مَغْمورٌ‏:‏ خامل‏.‏ وفي حديث صفته‏:‏ إذا

جاء مع القوم غَمَرَهم أَي كان فوق كلِّ مَنْ معه؛ وفي حديث حُجَيْر‏:‏

إِنِّي لمَغْمورٌ فيهم أَي لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه؛ وفي حديث

الخندق‏:‏ حتى أَغْمَزَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره؛ وفي حديث

مَرَضِه‏:‏ أَنه اشتدّ به حتى غُمِرَ عليه أَي أُغْمِيَ عليه حتى كأَنه

غُطِّي على عقله وسُتِر‏.‏

والغِمْرُ، بالكسر‏:‏ العطش؛ قال العجاج‏:‏

حتى إذا ما بَلَّت الأَغْمارا

والغُمَرُ‏:‏ قَدَحٌ صغير يَتصافَنُ به القومُ في السفر إِذا لم يكن معهم

من الماء إلا يسيرٌ على حصاة يُلْقونها في إِناء ثم يصبّ فيه من الماء

قدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاها كلُّ رجل منهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان في سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ، فقال‏:‏ أَطْلقوا لي غُمَرِي أَي ائتوني به، وقيل‏:‏ الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قال أَعشى باهلة يرثي أَخاه المُنتَشِر

بن وهب الباهلي‏:‏

يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ، إن أَلَمَّ بها، من الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ

وقيل‏:‏ الغُمَر القَعْبُ الصغير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تجعلوني كغُمَرِ الراكب، صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدعاء وأَوْسَطَه وآخرَه؛ الغُمَرُ، بضم الغين

وفتح الميم‏:‏ القدح الصغير؛ أَراد أَن الراكب يحمل رَحْلَه وأَزوادَه ويترك

قَعْبَه إلى آخر تَرْحالِه ثم يعلّقه على رحله كالعِلاوة فليس عنده

بمُهمٍّ، فنهاهم أَن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يُقدَّم في المُهامّ ويجعل تبعاً‏.‏ ابن شميل‏:‏ الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلاثاً، والقَعْب أَعظمُ منه وهو يُرْوي الرجلَ، وجمع الغُمَرِ أَغْمارٌ‏.‏ وتَغَمّرْت

أَي شربت قليلاً من الماء؛ قال العجاج‏:‏

حتى إذا ما بَلّت الأَغْمارا

رِيٍّا ولمَّا، يَقْصَعِ الاصْرارا

وفي الحديث‏:‏ أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم؛ وقال

الكميت‏:‏

بها نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ

المُغَمَّر‏:‏ الذي يشرب في الغُمَر إذا ضاق الماء‏.‏ والتَّغَمُّر الشرب

بالغُمَرِ، وقيل‏:‏ التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الريّ، وهو منه‏.‏ ويقال‏:‏

تَغَمَّرْت، من الغُمَرِ، وهو القَدَح الصغير‏.‏ وتغَمَّر البعيرُ‏:‏ لم يَرْوَ

من الماء، وكذلك العَيْر، وقد غَمَّرَه الشُّرْب؛ قال‏:‏

ولست بصادِرٍ عن بَيْت جارِي، صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ

قال ابن سيده‏:‏ وحكى ابن الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِياها، فعدَّاه إِلى مفعولين‏.‏

وقال أَبو حنيفة‏:‏ الغامِرةُ النخلُ التي لا تحتاج إِلى السقي، قال‏:‏ ولم أَجد هذا القول معروفاً‏.‏

وصبيّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر‏:‏ لم يُجرِّب الأُمور

بيّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ، وقد غَمُر، بالضم، يَغْمُر غَمارةً؛ وكذلك

المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس، وقد غُمِّرَ تَغْميراً‏.‏ وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما‏:‏ أَن اليهود قالوا للنبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ لا يَغُرّك أَن قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع

غُمْر، بالضم، وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن سيده‏:‏ ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي‏.‏ ورجل غُمْر وغَمِر‏:‏

لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب؛ وقد روي بيت الشماخ‏:‏

لا تَحْسَبَنّي، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً، كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ

قال ابن سيده‏:‏ فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة؛ وهم الأَغمار‏.‏ وامرأَة

غَمِرَةٌ‏:‏ غِرٌّ‏.‏ وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت‏.‏ قال أَبو

عمرو‏:‏

رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك‏.‏ والغُمْرة‏:‏ تَطْلى به العروس يتخذ

من الورس‏.‏ قال أَبو العميثل‏:‏ الغُمْرة والغُمْنة واحد‏.‏ قال أَبو سعيد‏:‏ هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها، وجمعها الغُمَر

والغُمَنُ؛ وقال ابن سيده في موضع آخر‏:‏ والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران، وقيل‏:‏ الورس، وقيل‏:‏ الجِصّ، وقيل‏:‏ الكُرْكُم‏.‏ وثوب مُغَمَّرُ‏:‏ مصبوغ

بالزعفران‏.‏ وجارية مُغَمَّرةٌ‏:‏ مطلية‏.‏ ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة‏:‏ مُتَطلّية‏.‏

وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها، وتَغَمَّرَت مثله؛ وغَمَّر فلانٌ جاريته‏.‏

والغَمَرُ، بالتحريك‏:‏ السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من دَسَمِه‏.‏ وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً، فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كما

تقول من السَّهَك‏:‏ سَهِكةٌ؛ ومنه منديل الغَمَر، ويقال لمنديل الغَمَرِ‏:‏

المَشُوش‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحريك، وهو الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن‏.‏ والغِمْرُ والغَمَرُ‏:‏ الحقد

والغلّ، والجمع غُمورٌ‏.‏ وقد غَمِرَصدرُه عليّ، بالكسر، يَغْمَرُ غِمْراً

وغَمَراً‏.‏ والغامر من الأَرض والدور‏:‏ خلافُ العامِر‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس، وقيل‏:‏

الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامِرٌ لأن الماء يبلغه فيَغْمُره، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، كقولهم‏:‏ سرٌّ كاتمٌ وماءٌ

دافقٌ، وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر، وما لا يبلغه الماء من موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ المعروف في الغامِر المعاشُ

الذي أَهله بخير، قال‏:‏ والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي

تُعْمَر، لا أَدري ما هو، قال‏:‏ وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد؛ يريد قولهم

العامِر والغامِر‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه مَسَحَ السَّوادَ

عامِرَه وغامِرَه، فقيل‏:‏ إنه أَراد عامِرَه وخرابه‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أَنه جعل

على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً، وإنما فعل عمر، رضي

ا عنه، ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ قيل

للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل

والتراب، أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا

ينبت شيئاً، وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره، كما يقال‏:‏ همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب؛ قال ذو الرمة‏:‏

تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً، وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ

أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها‏.‏

والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر‏:‏ مواضع، وكذلك الغُمَيرْ؛ قال‏:‏

هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ، إنَّني

على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ

وقال امرؤ القيس‏:‏

كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ

ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا

وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ‏:‏ أَسماء‏.‏ وغَمْرة‏:‏ موضع بطريق مكة؛ قال

الأزهري‏:‏ هو منزل من مَناهِل طريق مكة، شرفها الله تعالى، وهو فَصْلُ ما بين نجد

وتهامة‏.‏ وفي الحديث ذكر غَمْر، بفتح الغين وسكون الميم، بئر قديمة بمكة

حفرها بنو سَهْمٍ‏.‏

والمَغْمورُ‏:‏ المقهورُ‏.‏ المَغْمورُ‏:‏ المَمْطورُ‏.‏ وليل غَمرٌ‏:‏ شديد

الظلمة؛ قال الراجز يصف إبلاً‏:‏

يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ، داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ

وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً‏.‏

غمجر‏:‏ الغِمْجارُ‏:‏ غِراءٌ يجعل على القوس من وَهْيٍ بها، وقد غَمْجَرها‏.‏

وقال الليث‏:‏ الغِمْجارُ شيء يصنع على القوس من وَهْيٍ بها، وهو غراء

وجِلدٌ‏.‏ وتقول‏:‏ غَمْجِرْ قوسَك، وهي الغَمْجرةُ، ورواه ثعلب عن ابن الأَعرابي قِمْجار، بالقاف‏.‏ ويقال‏:‏ جاد المطرُ الروضةَ حتى غَمْجَرها غَمْجَرة

أَي ملأها، والله أَعلم‏.‏

غمدر‏:‏ الغَمَيْدَرُ‏:‏ السَّمِين الناعم، وقيل‏:‏ السمين المتنعّم، وقيل‏:‏

الممتلئ سِمنَاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

للَّه دَرُّ أَبِيك رَبِّ غَمَيْدَرٍ

حَسَنِ الرُّواء، وقَلْبُه مَدْكوكُ

المَدْكوكُ‏:‏ الذي لا يفهم شيئاً‏.‏ وشابٌّ غَمَيْدَرٌ‏:‏ ريّان؛ أَنشد ثعلب‏:‏

لا يَبْعُدَنْ عَصْرُ الشّباب الأَنْضَرِ

والخَبْط في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ

قال‏:‏ وكان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر، بالذال المعجمة، ثم رجع

عنه‏.‏

غمذر‏:‏ الغَمَيْذَرُ‏:‏ حَسَن الشباب‏.‏ والغَمَيْذَرُ‏:‏ المتنعم، وقيل‏:‏

الممتلئ سمناً كالغَمَيْدَرِ؛ وقد روى ابن الأَعرابي قول الشاعر‏:‏

للَّه دَرُّ أبيك ربّ غميذر

بالذال المعجمة والدال المهملة معاً وفسرهما تفسيراً واحداً، وقال‏:‏ هو الممتلئ سمناً؛ وقال ثعلب في قوله‏:‏

والخبط في غيسانه الغميذر

قال‏:‏ كان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر، بالذال، ثم رجع عنه‏.‏

الأَزهري‏:‏ قال أَبو العباس‏:‏ الغَمَيْذَر، بالذال، المُخَلِّطُ في كلامه‏.‏

التهذيب في ترجمة غذرم‏:‏ الغَذْرَمَةُ كَيْلٌ فيه زيادة على الوفاء‏.‏ قال‏:‏ وأجاز

بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كالَ فأَكثر‏.‏

غنثر‏:‏ تَغَنْثَرَ الرجلُ بالماء‏:‏ شربه عن غير شهوة‏.‏ والغُنْثُر‏:‏ ماء

بعينه؛ عن ابن جني‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن أَبا بكر قال لابنه عبد الرحمن، رضي الله عنهما، وقد وَبَّخَه‏:‏ يا غُنْثَرُ، قال‏:‏ وأَحسِبُه الثقيلَ الوَخِمَ، وقيل‏:‏ هو الجاهل من الغَثارةِ والجَهْل، والنون زائدة، ويروى بالعين

المهملة، وقد تقدم‏.‏

غندر‏:‏ غلام غُنْدَرٌ‏:‏ سمين غليظ‏.‏ ويقال للغلام الناعم‏:‏ غُنْدَرٌ

وغُنْدُرٌ وغَمَيْدَرٌ‏.‏ وغُنْدَرٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏

غور‏:‏ غَوْرُ كلِّ شيء‏:‏ قَعْرُه‏.‏ يقال‏:‏ فلان بعيد الغَوْر‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَنه سَمِع ناساً يذكرون القَدَرَ فقال‏:‏ إنكم قد أُخذتم في شِعْبَين

بَعيدَي الغَوْرِ؛ غَوْرُ كل شيء‏:‏ عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُد أَن تدركوا

حقيقةَ علمه كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه؛ ومنه حديث الدعاء‏:‏ ومن أَبْعَدُ غَوْراً في الباطل مني‏.‏ وغَوْرُ تهامةَ‏:‏ ما بين ذات عرْق والبحرِ

وهو الغَوْرُ، وقيل‏:‏ الغَوْرُ تهامةُ وما يلي اليمنَ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ ما

بين ذات عرق إلى البحر غَوْرٌ وتهامة‏.‏ وقال الباهلي‏:‏ كل ما انحدر مسيله، فهو غَوْرٌ‏.‏

وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا‏:‏

أَتَوا الغَوْرَ؛ قال جرير‏:‏

يا أُمَّ حزْرة، ما رأَينا مِثْلَكم

في المُنْجدِينَ، ولا بِغَوْرِ الغائِرِ

وقال الأَعشى‏:‏

نَبيّ يَرَى ما لا تَرَون، وذِكْرُه

أَغارَ، لَعَمْري، في البلاد وأَنْجدا

وقيل‏:‏ غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر‏.‏ وقال الفراء‏:‏ أَغارَ لغة

بمعنى غارَ، واحتج ببيت الأَعشى‏.‏ قال محمد بن المكرم‏:‏ وقد روي بيتَ

الأَعشى مخروم النصف‏:‏

غارَ، لَعَمْرِي، في البلاد وأَنْجَدا

وقال الجوهري‏:‏ غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور، فهو غائِرٌ‏.‏ قال‏:‏

ولا يقال أَغارَ؛ وقد اختلف في معنى قوله‏:‏

أَغار، لعمرِي، في البلاد وأَنجدا

فقال الأَصمعي‏:‏ أَغارَ بمعنى أَسرع وأَنجد أَي ارتفع ولم يرد أَتى

الغَوْرَ ولا نَجْداً؛ قال‏:‏ وليس عنده في إتيان الغَوْر إلا غارَ؛ وزعم الفراء

أَنها لغة واحتج بهذا البيت، قال‏:‏ وناسٌ يقولون أَغارَ وأَنجد، فإِذا

أَفْرَدُوا قالوا‏:‏ غارَ، كما قالوا‏:‏ هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا

أَفردوا قالوا‏:‏ أَمْرَأَنِي‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ تقول ما أَدري أَغارَ فلانٌ أَم

مار؛ أَغارَ‏:‏ أَتَى الغَوْرَ، ومارَ‏:‏ أَتَى نجداً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه

أَقطع بلالَ ابنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الغَورُ ما انخفض من الأَرض، والجَلْسُ ما ارتفع منها‏.‏

يقال‏:‏ غارَ إذا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضاً، وهي لغة قليلة؛ وقال جميل‏:‏

وأَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا

تِهامٌ، وما النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ‏؟‏

والتَّغْوِيرُ‏:‏ إتيان الغَوْر‏.‏ يقال‏:‏ غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنى‏.‏

الأَصمعي‏:‏ غارَ الرجلُ يَغُورُ إذا سارَ في بلاد الغَورِ؛ هكذا قال الكسائي؛ وأَنشد بيت جرير أَيضاً‏:‏

في المنْجِدينَ ولا بِغَوْر الغائر

وغارَ في الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً، عن سيبويه‏:‏ دخل‏.‏ ويقال‏:‏ إنك

غُرْتَ في غير مَغارٍ؛ معناه طَلَبْتَ في غير مطْلَبٍ‏.‏ ورجل بعيد

الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه‏.‏ وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ

غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ‏:‏ دخلت في الرأْس، وغَارت تَغارُ لغة فيه؛ وقال

الأَحمر‏:‏

وسائلة بظَهْر الغَيْبِ عنّي‏:‏

أَغارَت عينُه أَم لم تَغارا‏؟‏

ويروى‏:‏

ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ‏:‏

أَغارت عينهُ أَمْ لم تَغارا‏؟‏

وغار الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ‏:‏ ذهب في الأَرض وسَفَلَ فيها‏.‏

وقال اللحياني‏:‏ غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذهب في العيون‏.‏ وماءٌ غَوْرٌ‏:‏ غائر، وصف بالمصدر‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ قل أَرأَيتم إِنْ أَصبَحَ ماؤُكم

غَوْراً؛ سمي بالمصدر، كا يقال‏:‏ ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودرهم ضَرْبٌ أَي

ضُرب ضرباً‏.‏ وغارَت الشمسُ تَغُور غِياراً وغُؤوراً وغَوَّرت‏:‏ غربت، وكذلك القمر والنجوم؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

هل الدَّهْرُ إلا لَيْلةٌ ونَهارُها، وإلا طلُوع الشمس ثم غِيارُها‏؟‏

والغارُ‏:‏ مَغارةٌ في الجبل كالسَّرْب، وقيل‏:‏ الغارُ كالكَهْف في الجبل، والجمع الغِيرانُ؛ وقال اللحياني‏:‏ هو شِبْهُ البيت فيه، وقال ثعلب‏:‏ هو المنخفض في الجبل‏.‏ وكل مطمئن من الأَرض‏:‏غارٌ؛ قال‏:‏

تؤمُّ سِناناً، وكم دُونه

من الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها

والغَوْرُ‏:‏ المطمئن من الأَرض‏.‏ والغارُ‏:‏ الجُحْرُ الذي يأْوي إليه

الوحشيّ، والجمع من كل ذلك، القليل‏:‏ أَغوارٌ؛ عن ابن جني، والكثيرُ‏:‏ غِيرانٌُ‏.‏

والغَوْرُ‏:‏ كالغار في الجبل‏.‏ والمَغارُ والمَغارةُ‏:‏ كالغارِ؛ وفي التنزيل العزيز‏:‏ لويَجِدون مَلْجأً أَو مَغارات مُدَّخَلاً؛ وربما سَمَّوْا

مكانِسَ الظباء مَغاراً؛ قال بشر‏:‏

كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عليها

كَوانِس، قالصاً عنها المَغارُ

وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ‏.‏ وغارَ في الأَرض يَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً‏:‏

دخل‏.‏ والغارُ‏:‏ ما خلف الفَراشة من أَعلى الفم، وقيل‏:‏ هو الأُخدود الذي بين

اللَّحْيين، وقيل‏:‏ هو داخل الفم، وقيل‏:‏ غارُ الفم نِطْعا في الحنكين‏.‏ ابن سيده‏:‏ الغارانِ العَظْمان اللذان فيهما العينان، والغارانِ فمُ الإِنسان

وفرجُه، وقيل‏:‏ هما البطن والفرج؛ ومنه قيل‏:‏ المرء يسعى لِغارَيْه؛ وقال‏:‏

أَلم تر أَنَّ الدهْرَ يومٌ وليلة، وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دائبا‏؟‏

والغارُ‏:‏ الجماعة من الناس‏.‏ ابن سيده‏:‏ الغارُ الجمع الكثير من الناس، وقيل‏:‏ الجيش الكثير؛ يقال‏:‏ الْتَقَى الغاران أَي الجيشان؛ ومنه قول

الأَحْنَفِ في انصراف الزبير عن وقعة الجمل‏:‏ وما أَصْنَعُ به إن كان جَمَعَ بين

غارَيْنِ من الناس ثم تركهم وذهب‏؟‏ والغارُ‏:‏ وَرَقُ الكَرْمِ؛ وبه فسر

بعضهم قول الأَخطل‏:‏

آلَتْ إلى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها

عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ

والغارُ‏:‏ ضَرْبٌ من الشجر، وقيل‏:‏ شجر عظام له ورق طوال أَطول من ورق

الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر من البندق، أَسود يقشر له لب يقع في الدواء، ورقُه

طيب الريح يقع في العِطر، يقال لثمره الدهمشت، واحدته غارةٌ، ومنه دُهْنُ

الغارِ؛ قال عدي بن زيد‏:‏

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا

الليث‏:‏ الغارُ نبات طيب الريح على الوُقود، ومنه السُّوس‏.‏ والغار‏:‏

الغبار؛ عن كراع‏.‏

وأَغارَ الرجلُ‏:‏ عَجِلَ في الشيء وغيّره‏.‏ وأَغار في الأَرض‏:‏ ذهب، والاسم

الغارة‏.‏ وعَدَا الرجلُ غارةَ الثعلب أَي عَدْوِه فهو مصدر كالصَّماء، من قولهم اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

فَعَدِّ طِلابَها، وتَعَدَّ عنها

بِحَرْفٍ، قد تُغِيرُ إذا تَبُوعُ

والاسم الغَويِرُ؛ قال ساعدة يبن جؤية‏:‏

بَساقٍ إذا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا، يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها

والغارُ‏:‏ الخَيْل المُغِيرة؛ قال الكميت بن معروف‏:‏

ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً‏:‏

تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

يقول‏:‏ سقيناهم خَيْلاً مُغِيرة، ونصب تميم بن مر على أَنه بدل من غارة؛ قال ابن بري‏:‏ ولا يصح أَن يكون بدلاً من آل نجران لفساد المعنى، إِذ

المعنى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نجران بتميم بن مُرٍّ وبرماح أَصحابه، فأَهل

نجران هم المطعونون بالرماح، والطاعن لهم تميم وأًصحابه، فلو جعلته بدلاً من آل نَجْران لا نقلب المعنى فثبت أَنها بدل من غارة‏.‏ وأَغار على القوم

إِغارَةً وغارَةً‏:‏ دفع عليهم الخيل، وقيل‏:‏ الإِغاة المصدر والغارة الاسم من الإِغارة على العدوّ؛ قال ابن سيده‏:‏ وهو الصحيح‏.‏ وتغاوَرَ القوم‏:‏ أَغار

بعضهم على بعض‏.‏ وغاوَرَهم مُغاورة، وأَغار على العدوّ يُغير إِغارة

ومُغاراً‏.‏

وفي الحديث‏:‏ مَنْ دخل إلى طعامٍ لم يُدْعَ إِليه دَخل سارقاً وخرج

مُغيراً؛ المُغير اسم فاعل من أَغار يُغير إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله عليهم

بدُخول السارق وخروجَه بمَن أَغارَ على قوم ونَهَبَهُم‏.‏ في حديث قيس بن عاصم‏:‏ كنت أُغاوِرُهم في الجاهلية أَي أُغِير عليهم ويُغِيرُون عليّ، والمُغاورَة مُفاعلة؛ وفي قول عمرو بن مرة‏:‏

وبيض تَلالا في أَكُفِّ المَغاوِرِ

المَغاوِرُ، بفتح الميم‏:‏ جمعُ مُغاوِر بالضم، أَو جمع مِغْوار بحذف

الأَلف أَو حذْفِ الياء من المَغاوِير‏.‏ والمِغْوارُ‏:‏ المبالِغُ في الغارة‏.‏

وفي حديث سهل، رضي الله عنه‏:‏ بَعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غَزارةٍ فلما بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي، قال ابن الأَثير‏:‏

المُغارُ، بالضم، موضع الغارةِ كالمُقامِ موضع الإِقامة، وهي الإِغارةُ نفسها

أَيضاً‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ قال يومَ الجمل‏:‏ مل ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بين

هذين الغارَيْنِ‏؟‏ أَي الجَيّشين؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا أَخرجه أَبو موسى في الغين والواو؛ وذكره الهروي في الغين والياء، وذكر حديث الأَحْنَف

وقولهفي الزبير، رضي الله عنه، قال‏:‏ والجوهري ذكره في الواو، قال‏:‏ والواوُ

والياءُ متقاربان في الانقلاب؛ ومنه حديث فِتْنة الأَزْدِ‏:‏ ليَجْمعا بين هذين

الغارَيْن‏.‏ والغَارَةُ‏:‏ الجماعة من الخيل إِذا أَغارَتْ‏.‏ ورجلِ مغْوار

بيّن الغِوار‏:‏ مقاتل كثير الغاراتِ على أَعدائِه، ومٌغاورٌ كذلك؛ وقومٌ

مَغاوِيرُ وخيل مغيرةٌ‏.‏ وفرسٌ مِغْوارٌ‏:‏ سريع؛ وقال اللحياني‏:‏ فرسٌ

مِعْوارٌ شديد العَدْوِ؛ قال طفيل‏:‏

عَناجِيج من آل الوَجِيه، ولاحِقٍ، مَغاويرُ فيها للأَريب مُعَقَّبُ

الليث‏:‏ فرس مُغارٌ شديد المفاصل‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ معناه شدَّة الأَسْر

كأَنه فَتِل فَتْلاً‏.‏ الجوهري‏:‏ أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع‏.‏ وأَغارَ

الفرسُ إِغارةً وغارةً‏:‏ اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع في الغارةِ وغيرها، والمُغِيرة والمِغىرة‏:‏ الخيل التي تُغِير‏.‏ وقالوا في حديث الحج‏:‏ أَشْرِقْ ثَبِير

كَيْما نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع للنحر وندفع للحجارة؛ وقال يعقوب‏:‏

الإِغارةُ هنا الدفع أَي ندفع للنفر، وقيل‏:‏ أَرادَ نُغِير على لُحوم

الأَضاحي، من الإِغارة‏:‏ النهبِ، وقيل‏:‏ نَدْخل في الغَوْرِ، وهو المنخفض من الأَرض على لغة من قال أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ؛ ومنه قولهم‏:‏ أَغارَ

إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع ودفع في عَدْوِه‏.‏ ويقال للخيل المُغِيرة‏:‏ غارةٌ‏.‏

وكانت العرب تقول للخيل إذا شُنَّت على حيٍّ نازلين‏:‏ فِيحِي فَياحِ أَي

اتَّسِعي وتفرّقي أَيتُها الخيل بالحيّ، ثم قيل للنهب غارة، وأَصلها

الخيل المُغيرة؛ وقال امرؤ القيس‏:‏

وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل

والسِّرحان‏:‏ الذئب، وغارتهُ‏:‏ شدَّةُ عَدْوِه‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

فالمُغيرات صُبْحاً‏.‏ وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إذا أَعطاه الدّية؛ رواه ابن السكيت في باب الواو والياء‏.‏ وأَغارَ فلانٌ بني فلان‏:‏ جاءهم

لينصروه، وقد تُعَدَّى وقد تُعَدَّى بإلى‏.‏ وغارَهُ بخير يَغُورُه ويَغِيرُه

أَي نفعه‏.‏ ويقال‏:‏ اللهم غُِرْنا منك بغيث وبخير أَي أَغِثّنا به‏.‏ وغارَهم الله بخير يَغُورُهم ويَغِيرُهم‏:‏ أَصابهم بِخصْب ومطر وسقاهم‏.‏ وغارَهم

يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم‏:‏ مارَهُم‏.‏

واسْتَغْوَرَ اللهَ‏:‏ سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

فلا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه

إذا الله سَنَّى عقْد شيء تَيَسَّرا

ثم فسّره فقال‏:‏ اسْتَغْوِرا من الميرَةِ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أن معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَيْرُ الله خَلْقه هذه يائية واوية‏.‏ وغار

النهار أَي اشتدّ حرّه‏.‏

والتَّغْوِير‏:‏ القَيْلولة‏.‏ يقال‏:‏ غوِّروا أَي انزلوا للقائلة‏.‏ والغائرة‏:‏

نصف النهار‏.‏ والغائرة‏:‏ القائلة‏.‏ وغَوَّر القوم تَغْويراً‏:‏ دخلوا في القائلة‏.‏ وقالوا‏:‏ وغَوَّروا نزلوا في القائلة؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب

والثور‏:‏

وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغضا، وتَرَكْنَه

كقَرْم الهِجان القادِرِ المُتَشَمِّس

وغَوَّروا‏:‏ ساروا في القائلة‏.‏ والتغوير‏:‏ نوم ذلك الوقت‏.‏ ويقال‏:‏ غَوِّروا

بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَي انزلوا وقت الهاجرة حتى تَبْرُد ثم تَرَوّحوا‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ التغوير أَن يسير الراكب إلى الزّوال ثم ينزل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَيْهة ثم يرحل‏.‏ ابن بزرج‏:‏

غَوَّر النهار إذا زالت الشمس‏.‏ وفي حديث السائب‏:‏ لما ورد على عمر، رضي الله عنه، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال‏:‏ وَيْحَك ما وراءك‏؟‏ فوالله ما بِتُّ هذه الليلة

إلا تَغْوِيراً؛ يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة‏.‏ يقال‏:‏

غَوَّر القوم إذا قالوا، ومن رواه تَغْرِيراً جعله من الغِرار، وهو النوم

القليل‏.‏ ومنه حديث الإفْك‏:‏ فأَتينا الجيش مُغَوِّرِين؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هكذا جاء في روايةٍ، أَي وقد نزلوا للقائلة‏.‏ وقال الليث‏:‏ التَّغْوِير يكون

نُزولاً للقائلة ويكون سيراً في ذلك الوقت؛ والحجةُ للنزول قولُ الراعي‏:‏

ونحْن إلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ، يَقِسْنَ على الحَصى نُطَفاً لقينا

وقال ذو الرمة في التَّغْوير فجعله سيراً‏:‏

بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إذا الآلُ أَرْفَلَتْ

به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ

ورواه أَبو عمرو‏:‏ أَرْقَلَت، ومعناه حركت‏.‏ وأَرفلَت‏:‏ بلغت به الشمس

أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وقول ذي الرمة‏:‏

نزلنا وقد غَارَ النهارُ، وأَوْقَدَتْ، علينا حصى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها

أَي من قربها كأَنك تنالها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الغَوْرَة هي الشمس‏.‏ وقالت

امرأَة من العرب لبنت لها‏:‏ هي تشفيني من الصَّوْرَة، وتسترني من الغَوْرة؛ والصَّوْرة‏:‏ الحكة‏.‏ الليث‏:‏ يقال غارَتِ الشمس غِياراً؛وأَنشد‏:‏ فلمَّا

أَجَنَّ الشَّمْسَ عنيّ غيارُها والإِغارَة‏:‏ شدة الفَتْل‏.‏ وحبل مُغارٌ‏:‏

محكم الفَتْل، وشديد الغَارَةِ أَي شديد الفتل‏.‏ وأَغَرْتُ الحبلَ أَي

فتلته، فهو مُغارٌ؛ أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مصدر حقيقي، والغَارَة اسم يقوم

المصدر؛ ومثله أَغَرْتُ الشيء إِغارَةً وغارَة وأَطعت الله إِطاعةً

وطاعةً‏.‏ وفرس مُغارٌ‏:‏ شديد المفاصل‏.‏ واسْتَغار فيه الشَّحْم‏:‏ استطار وسمن‏.‏

واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ‏:‏ تورَّمت؛ وأَنشد للراعي‏:‏

رَعَتْهُ أَشهراً وحَلا عليها، فطارَ النِّيُّ فيها واسْتَغارا ويروى‏:‏ فسار النِّيُّ فيها أَي ارتفع، واستغار أَي هبط؛ وهذا كما يقال‏:‏

تَصَوَّبَ الحسنُ عليها وارْتَقَى

قال الأَزهري‏:‏ معنى اسْتَغار في بيت الراعي هذا أَي اشتد وصَلُب، يعني

شحم الناقة ولحمها إذا اكْتَنَز، كما يَسْتَغير الحبلُ إذا أُغِيرَ أَي

شدَّ فتله‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ اسْتَغارُ شحم البعير إِذا دخل جوفه،قال‏:‏ والقول

الأَول‏.‏ الجوهري‏:‏ اسْتغار أي سمن ودخل فيه الشحمُ‏.‏

ومُغِيرة‏:‏ اسم‏.‏ وقول بعضهم‏:‏ مِغِيرَةُ، فليس اتباعُه لأَجل حرف الحلق

كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هو من باب مِنْتِن، ومن قولهم‏:‏ أَنا أُخْؤُوك

وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وهو مُنْحُدُر من الجبل‏.‏

والمغيرية‏:‏ صنف من السبائية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة‏.‏

والغار‏:‏ لغة في الغَيْرَة؛ وقال أَبو ذؤيب يشّبه غَلَيان القدور بصخب

الضرائر‏:‏لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها

ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها

قوله لهن، هو ضمير قُدورٍ قد تقدم ذكرها‏.‏ ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج

باللحم‏.‏ وحِرْميّ‏:‏ يعني من أَهل الحَرَم؛ شبّه غليان القُدُور وارتفاعَ

صوتها باصْطِخاب الضرائر، وإنما نسبهنّ إلى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول

من اتخذ الضرائر‏.‏ وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تزوّج عليها؛ حكاه أَبو عبيد

عن الأصمعي‏.‏ ويقال‏:‏ فلان شديد الغَارِ على أَهله، من الغَيْرَة‏.‏ ويقال‏:‏

أَغار الحبْلَ إغارة وغارَة إذا شدَّ فَتْله‏.‏ والغارُ موضع بالشام، والغَوْرة والغوَيْر‏:‏ ماء لكلب في ناحية السَّماوَة مَعْروف‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ أُتِيَ

عمر بمَنْبُوذٍ؛ فقال‏:‏

عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا

أَي عسى الريبة من قَبَلِكَ، قال‏:‏ وهذا لا يوافق مذهب سيبويه‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن يكون صاحب المَنْبوذ حتى أَثْنَى على

الرجُل عَرِيفُهُ خيراً، فقال عمر حينئذٍ‏:‏ هو حُرٌّ وَوَلاؤه لك‏.‏ وقال

أَبو عبيد‏:‏ كأَنه أَراد عسى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً ؤأَن يأْتي

بأَبؤُس؛ قال الكميت‏:‏

قالوا‏:‏ أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لهم‏:‏

عسى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ

وقيل‏:‏ إِن الغُوَير تصغير غارٍ‏.‏ وفي المثل‏:‏ عسى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قال

الأَصمعي‏:‏ وأَصله أَنه كان غارٌ فيه ناس فانهارَ أَو أَتاهم فيه عدوّ

فقتلوهم فيه، فصار مثلاً لكل شيءٍ يُخاف أَن يأْتي منه شرّ ثم صغَّر الغارُ

فقيل غُوَير؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وأَخبرني الكلبي بغير هذا، زعم أن الغُوَيْر ماء لكلب معروف بناحية السَّماوَة، وهذا المثل إِنما تكلَّمت به الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها

من بَزِّه، وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال

صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح، ثم عدَل عن الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب

بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج، وأَخذ على الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ

وقالت‏:‏ عسى الغُوَيْر أَبؤُسا، جمع بأُس، أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس

والشرِّ، ومعنى عسى ههنا مذكور في موضعه‏.‏ وقال ابن الأَثير في المَنْبُوذ

الذي قال له عمر‏:‏ عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، قال‏:‏ هذا مثَل قديم يقال عند

التُّهَمة، والغُوَيْر تصغير غار، ومعنى المثَل‏:‏ ربما جاء الشرّ من مَعْدن

الخير، وأَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وادّعيته لَقِيطاً، فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه‏.‏ وفي حديث يحيى بن زكريا، عليهما السلام‏:‏

فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب؛ الغِيران جمع غارٍ وهو الكَهْف، وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين‏.‏ وأَما ما ورد في حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَههنا غُرْت، فمعناه إِلى هذا ذهبت، واللَّه أَعلم‏.‏

غير‏:‏ التهذيب‏:‏ غَيْرٌ من حروف المعاني، تكون نعتاً وتكون بمعنى لا، وله

باب على حِدَة‏.‏ وقوله‏:‏ ما لكم لا تَناصَرُون؛ المعنى ما لكم غير

مُتَناصرين‏.‏ وقولهم‏:‏ لا إِلَه غيرُك، مرفوع على خبر التَّبْرِئة، قال‏:‏ ويجوز لا

إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت، قال‏:‏ وكلَّما أَحللت غيراً

محلّ إِلا نصبتها، وأَجاز الفراء‏:‏ ما جاءني غيرُك على معنى ما جاءني إِلا

أَنت؛ وأَنشد‏:‏

لا عَيْبَ فيها غيرُ شُهْلَة عَيْنِها

وقيل‏:‏ غير بمعنى سِوَى، والجمع أَغيار، وهي كلمة يوصف بها ويستثنى، فإن وصف بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها، وإِن استثنيت بها أَعربتها بالإِعراب

الذي يجب للاسم الواقع بعد إِلا، وذلك أَن أَصل غير صفة والاستثناء

عارض؛ قال الفراء‏:‏ بعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غيراً إِذا كان في معنى

إِلاَّ، تمَّ الكلام قبلها أَو لم يتم، يقولون‏:‏ ما جاءني غيرَك وما جاءني أَحد

غيرَك، قال‏:‏ وقد تكون بمعنى لا فتنصبها على الحال كقوله تعالى‏:‏ فمن اضطُرّ غيرَ باعٍ ولا عادٍ، كأَنه تعالى قال‏:‏ فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً‏.‏

وكقوله تعالى‏:‏ غيرَ ناظِرِين إنَاهُ، وقوله سبحانه‏:‏ غَيرَ مُحِلِّي

الصيد‏.‏ التهذيب‏:‏ غير تكون استثناء مثل قولك هذا درهم غيرَ دانق، معناه إِلا

دانقاً، وتكون غير اسماً، تقول‏:‏ مررت بغيرك وهذا غيرك‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

غيرِ المغضوب عليهم؛ خفضت غير لأَنها نعت للذين جاز أَن تكون نعتاً

لمعرفة لأَن الذين غير مَصْمود صَمْده وإِن كان فيه الأَلف واللام؛ وقال أَبو

العباس‏:‏ جعل الفراء الأَلف واللام فيهما بمنزلة النكرة‏.‏ ويجوز أَن تكون

غيرٌ نعتاً للأَسماء التي في قوله أَنعمتَ عليهم وهي غير مَصْمود

صَمْدها؛ قال‏:‏ وهذا قول بعضهم والفراء يأْبى أَن يكون غير نعتاً إِلا للّذين

لأَنها بمنزلة النكرة، وقال الأَخفش‏:‏ غير بَدل، قال ثعلب‏:‏ وليس بممتنع ما

قال ومعناه التكرير كأَنه أَراد صراط غيرِ المغضوب عليهم، وقال الفراء‏:‏

معنى غير معنى لا، وفي موضع آخر قال‏:‏ معنى غير في قوله غير المغضوب عليهم

معنى لا، ولذلك رُدّت عليها لا كما تقول‏:‏ فلان غير محسِن ولا مُجْمِل، قال‏:‏ وإِذا كان غير بمعنى سِوى لم يجز أَن يكرّر عليها، أَلا ترى أَنه لا

يجوز أَن تقول عندي سوى عبدالله ولا زيدٍ‏؟‏ قال‏:‏ وقد قال مَنْ لا يعرِف

العربية إِن معنى غَير ههنا بمعنى سوى وإِنّ لا صِلَة؛ واحتجّ بقوله‏:‏

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

قال الأَزهري‏:‏ وهذا قول أَبي عبيدة، وقال أَبو زيد‏:‏ مَن نصَب قوله غير

المغضوب فهو قطْع، وقال الزجاج‏:‏ مَن نصَب غيراً، فهو على وجهين‏:‏ أَحدهما

الحال، والآخر الاستثناء‏.‏ الفراء والزجاج في قوله عز وجل‏:‏ غيرَ مُحِلِّي

الصَّيْد‏:‏ بمعنى لا، جعلا معاً غَيْرَ بمعنى لا، وقوله عز وجل‏:‏ غيرَ

مُتَجانفٍ لإِثمٍ، غيرَ حال هذا‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول

العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ هل مِنْ خالقٍ

غيرُ الله يرزقكم؛ وقرئ‏:‏ غَيْرِ الله، فمن خفض ردَّه على خالق، ومن رفعه فعلى

المعنى أَراد‏:‏ هل خالقٌ؛ وقال الفراء‏:‏ وجائز هل من خالق‏.‏ غيرَ الله، وكذلك‏:‏ ما لكم من إِله غيرَه، هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله

إِلا هُوَ، فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا‏.‏

وقال ابن الأَنباري في قولهم‏:‏ لا أَراني الله بك غِيَراً؛ الغِيَرُ‏:‏ من تغيَّر الحال، وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما أَشبههما، قال‏:‏ ويجوز

أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ؛ وأَنشد‏:‏

ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ

وتغيَّر الشيءُ عن حاله‏:‏ تحوّل‏.‏ وغَيَّرَه‏:‏ حَوَّله وبدّله كأَنه جعله

غير ما كان‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً

أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم؛ قال ثعلب‏:‏ معناه حتى

يبدِّلوا ما أَمرهم الله‏.‏ والغَيْرُ‏:‏ الاسم من التغيُّر؛ عن اللحياني؛ وأَنشد‏:‏إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغيَرْ

قال‏:‏ ولا يقال إِلا غَيَّرْت‏.‏ وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس

بمصدر إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد‏.‏ وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ‏:‏ حَوَّله‏.‏

وتَغَايرتِ الأَشياء‏:‏ اختلفت‏.‏ والمُغَيِّر‏:‏ الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه

ليخفف عنه ويُريحه؛ وقال الأَعشى‏:‏

واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ

مِ، وكان النِّطافُ ما في العَزَالي

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطّ عنه رَحْله وأَصلح

من شأْنه؛ وقال القُطامي‏:‏

إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ

وغِيَرُ الدهْرِ‏:‏ أَحوالُه المتغيِّرة‏.‏ وورد في حديث الاستسقاء‏:‏ من يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح

إِلى الفساد‏.‏ والغِيَرُ‏:‏ الاسم من قولك غَيَّرْت الشيء فتغيَّر‏.‏ وأَما ما

ورد في الحديث‏:‏ أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني نَتْفَه، فإِنّ تغيير

لونِه قد أُمِر به في غير حديث‏.‏

وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم‏:‏ أَصابهم

بمَطر وخِصْب، والاسم الغِيرة‏.‏ وأَرض مَغِيرة، بفتح الميم، ومَغْيُورة

أَي مَسْقِيَّة‏.‏ يقال‏:‏ اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير‏.‏ وغارَ الغيثُ

الأَرض يَغِيرها أَي سقاها‏.‏ وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم، يَغِيرهم ويَغُورهم‏.‏

وغارَنا الله بخير‏:‏ كقولك أَعطانا خيراً؛ قال أَبو ذؤيب‏:‏

وما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَارهِ، عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها

وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً‏:‏ نفعه؛ قال عبد مناف بن ربعيّ الهُذَلي‏:‏

ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما *** لا تَرْقُدانِ، ولا يُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا

يقول‏:‏ لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً‏.‏ والغِيرة، بالكسر، والغِيارُ‏:‏ المِيرة‏.‏ وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي

مارَهُم ونفعهم؛ قال مالك بن زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قد كبِرت وشاب

رأْسها تؤمِّل بنيها أَن يأْتوها بالغنيمة وقد قُتِلوا‏:‏

ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ، تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها

أَي يأْتِيها بالغَنيمة فقد قُتِلوا؛ وقول بعض الأَغفال‏:‏

ما زِلْتُ في مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ

لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ

قد يجوز أَن يكون أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ، فغيَّر للقافية، وقد يكون

غَيْر مصدر غارَهُم إِذا مارَهُم‏.‏ وذهب فلان يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم‏.‏

وغارَه يَغِيره غَيْراً‏:‏ وَداهُ؛ أَبو عبيدة‏:‏ غارَني الرجل يَغُورُني

ويَغيرُني إِذا وَداك، من الدِّيَة‏.‏ وغارَه من أَخيه يَغِيره ويَغُوره

غَيْراً‏:‏ أَعطاه الدية، والاسم منها الغِيرة، بالكسر، والجمع غِيَر؛ وقيل‏:‏

الغِيَرُ اسم واحد مذكَّر، والجمع أَغْيار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل طلَب القَوَد بِوَليٍّ له قُتِلَ‏:‏ أَلا تَقْبَل

الغِيَر‏؟‏ وفي رواية أَلا الغِيَرَ تُرِيدُف الغَيَرُ‏:‏ الدية، وجمعه أَغْيار

مثل ضِلَع وأَضْلاع‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ الغِيَرُ جمع غِيرةٍ وهي الدِّيَةُ؛ قال بعض بني عُذْرة‏:‏

لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ، بَنِي أُمَيْمَةَ، إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا

وقال بعضهم‏:‏ إِنه واحد وجمعه أَغْيار‏.‏ وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدية، وأَصلها من المُغايَرة وهي المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل؛ قال أَبو

عبيدة‏:‏ وإِنما سمّى الدِّية غِيَراً فيما أَرى لأَنه كان يجب القَوَد فغُيّر

القَوَد ديةً، فسمّيت الدية غِيَراً، وأَصله من التَّغْيير؛ وقال أَبو

بكر‏:‏ سميت الدية غِيَراً لأَنها غُيِّرت عن القَوَد إِلى غيره؛ رواه ابن السكِّيت في الواو والياء‏.‏ وفي حديث مُحَلم‏.‏ بن جثَّامة‏:‏ إني لم أَجد لِمَا فعَل هذا في غُرَّة الإِسلام مثلاً إِلا غَنَماً وردَتْ

فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها‏:‏ اسْنُن اليومَ وغَيِّر غداً؛ معناه أن مثَل مُحَلِّمٍ في قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لا يُقْتَصَّ منه وتُؤخذَ منه

الدِّية، والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه، كمَثل هذه الغَنَم النافِرة؛ يعني إِنْ جَرى الأَمر مع أَوْلِياء هذا القتيل على ما يُريد مُحَلم ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول في الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر

بالدِّية، والعرب خصوصاً، وهمُ الحُرَّاص على دَرْك الأَوْتار، وفيهم الأَنَفَة

من قبول الديات، ثم حَثَّ رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، على الإِقادة منه

بقوله‏:‏ اسْنُن اليوم وغَيِّرْ غداً؛ يريد‏:‏ إِنْ لم تقتَصَّ منه غَيَّرْت

سُنَّتَك، ولكنَّه أَخرج الكلام على الوجه الذي يُهَيّج المخاطَب

ويحثُّه على الإِقْدام والجُرْأَة على المطلوب منه‏.‏ ومنه حديث ابن مسعود‏:‏ قال

لعمر، رضي الله عنهما، في رجل قتل امرأَة ولها أَولياء فعَفَا بعضهم وأَراد

عمر، رضي الله عنه، أَن يُقِيدَ لمن لم يَعْفُ، فقال له‏:‏ لو غَيَّرت بالدية

كان في ذلك وفاءٌ لهذا الذي لم يَعْفُ وكنتَ قد أَتممت لِلْعافي عَفْوَه، فقال عمر، رضي الله عنه‏:‏ كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً؛ الجوهري‏:‏ الغِيَرُ الاسم

من قولك غَيَّرت الشيء فتَغَيَّر‏.‏ والغَيْرة، بالفتح، المصدر من قولك

غار الرجل على أَهْلِه‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وغار الرجل على امرأَته، والمرأَة

على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً وغاراً وغِياراً؛ قال أَبو ذؤيب يصِف

قُدوراً‏:‏

لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها

ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

وقال الأَعشى‏:‏

لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا

قٌ على سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ

ورجل غَيْران، والجمع غَيارَى وغُيَارَى، وغَيُور، والجمع غُيُرٌ، صحَّت

الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على

الواو، ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ، وامرأَة غَيْرَى وغَيُور، والجمع كالجمع؛ الجوهري‏:‏ امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى؛ وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها‏:‏ إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور، هو فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة والأَنَفَة‏.‏ يقال‏:‏ رجل غَيور وامرأَة

غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولاً يشترِك فيه الذكر والأُنثى‏.‏ وفي رواية‏:‏ امرأَة

غَيْرَى؛ هي فَعْلى من الغَيْرة‏.‏ والمِغْيارُ‏:‏ الشديد الغَيْرة؛ قال

النابغة‏:‏

شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ، يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير‏.‏ وفلان لا يَتَغَيَّر على أَهله أَي

لا يَغار وأَغارَ أَهلَه‏:‏ تزوّج عليها فغارت‏.‏ والعرب تقول‏:‏ أَغْيَرُ من الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها‏.‏

وغايَرَه مُغايَرة‏:‏ عارضه بالبيع وبادَلَه‏.‏ والغِيارُ‏:‏ البِدالُ؛ قال

الأَعشى‏:‏

فلا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً، ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا

تقول للزَّوْج‏:‏ فلا تحسَبَنّي كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها

تَغْيِيراً‏.‏ وقولهم‏:‏ نزل القوم يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرحال‏.‏ وبَنُو

غِيَرة‏:‏ حيّ‏.‏

فأر‏:‏ الفَأْرُ، مهموز‏:‏ جمع فَأْرَةٍ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الفَأْر معروف، وجمعه

فِئْرانٌ وفِئَرَةٌ، والأُنثى فَأْرَةٌ، وقيل‏:‏ الفَأْرُ للذكر والأُنثى كما

قالوا للذكر والأُنثى من الحمام‏:‏ حَمامة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال لذكر

الفَأْرِ الفُؤْرور‏.‏ والعَضَل، ويقال للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ ويَرابيعُ المَتْنِ؛ وقال الراجز يصف

رجلاً‏:‏

كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ

نِيطَ بمَتْنَيْه من الفَأْرِ الفُؤَرْ

وفي الحديث‏:‏ خَمْس فَواسِق يُقْتَلْنَ في الحلّ والحَرَم، منها

الفَأْرة، هي مهموزة وقد يترك همزها تخفيفاً‏.‏ وأرضٌ فَئِرَةٌ، على فَعِلة، ومَفْأَرة‏:‏ من الفِئْران، وجَرِذةٌ‏:‏ من الجُرَذ‏.‏ ولبن فَئِر‏:‏ وقعت فيه

الفَأْرةُ‏.‏ وفَأَرَ الرجلُ‏:‏ حفر حفرَ الفَأْرِ، وقيل‏:‏ فَأَرَ حفر ودفن؛ أَنشد

ثعلب‏:‏

إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا

في الرَّضم، لا يَتْرُكُ منهُ حَجَرَا

وربما سُمِّي المسك فَأْراً لأَنه من الفَأْرِ، يكونُ في‏.‏ قول بعضهم‏.‏

وفَأْرَةُ المِسْكِ‏:‏ نافِجَتُهُ‏.‏ قال عمرو ابن بحر‏:‏ سأَلت رجلاً عَطّاراً

من المعتزلة عن فَأْرَةِ المسكِ، فقال‏:‏ ليس بالفَأْرة وهو بالخِشْفِ

أَشبه، ثم قال‏:‏ فأْرة المسك تكون بناحية تُبَّت يصيدها الصياد فيعصب سُرَّتها

بعصاب شديد وسرتها مُدَلاّة فيجتمع فيها دمها ثم تذبح، فإِذا سكنت قَوَّر

السرة المُعَصَّرة ثم دفنها في الشعير حتى يستحيل الدم الجامد مسكاً

ذكيّاً بعدما كان دماً لا يُرام نَتْناً، قال‏:‏ ولولا أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قد تطيَّب بالمسك ما تطيبت به‏.‏ قال‏:‏ ويقع اسم الفَأْر على

فَأْرَة التَّيْس وفَأْرَة البيت وفَأْرَة المِسْك وفَأْرَة الإِبل أن؛ قال‏:‏

وفَأْرَةُ الإِبل تفوح منها رائحة طيبة، وذلك إِذا رعت العشب وزهره ثم شربت

وصدرت عن الماء نَدِيَتْ جلودها ففاحت منها رائحة طيبة، فيقال لتلك

فأْرة الإِبل؛ عن يعقوب؛ قال الراعي يصف إِبلاً‏:‏

لها فَأْرَة ذَفْراء كلَّ عشيةٍ، كما فَتَقَ الكافورَ بالمسك فاتِقُهْ

وعقيل تهمز الفأْرة والجُؤْنة والمُؤْسى والحُؤْت‏.‏ ومكان فَئِرٌ‏:‏ كثير

الفَأْر‏.‏ وأَرضٌ مَفْأَرَةٌ‏:‏ ذات فَأْرٍ‏.‏ والفَأْرة والفُؤْرة، تهمز ولا

تهمز‏:‏ ريح تكون في رُسْغ البعير، وفي المحكم‏:‏ في رسغ الدابة تَنْفَشُّ

إِذا مُسِحت، وتَجْتمع إِذا تُرِكت‏.‏

والفِئْرةُ والفُؤَارةُ، كلاهما‏:‏ حُلْبة وتمر يطبخ وتسقاه النُّفَساء؛ التهذيب‏:‏ والفِئْرةُ حلبة تطبخ حتى إِذا قارب فَوَرانها أُلقيت في مِعْصَر

فصُفِّيت ثم يُلْقى عليها تمر ثم تَتَحَسَّاها المرأَة النفساء؛ قال

أَبو منصور‏:‏ هي الفِئْرَةُ والفَئِيرةُ والفَرِيقةُ‏.‏ والفَأْرُ‏:‏ ضرب من الشجر، يهمز ولا يهمز‏.‏ ابن الأَثير في هذه الترجمة‏:‏ وفي الحديث ذكر فاران، هو اسم عبراني لجبال مكة، شرفها الله، له ذكر في أَعلام النبوة، قال‏:‏ وأَلفه

الأُولى ليست همزة‏.‏